أمن مع نوح الفقراء المساكين الضعفاء لكنهم كانوا أعقل من الملأ امنوا لنوح عليه السلام فرد الملأ على نوح عليه السلام قالوا يا نوح {مَا نَرَاكَ إلاَّ بَشَراً مِّثلُنَا وَمَا نَرَاكَ إتَّبَعَكَ إلاَّ الذِينَ هُمْ أرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}من هؤلاء الذين حولك يا نوح أراذلنا أتعس الناس أفقر الناس الضعفاء هؤلاء الناس الذين لا يُزَوَّجُونَ ولا يُنْكَحُونَ ولا نجلس معهم هؤلاء الذين ءامنوا معك أما كبار القوم أما نحن الأغنياء أما نحن الأثرياء فإننا لا نؤمن بك يا نوح أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين فرد عليهم نوح عليه السلام شوفوا الحجة قال{ يَا قوْمِ أرَأيْتُمْ إنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَة مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُم أنُلْزِمُكُمُوهَا}نحن لا نجبركم على ديننا ليس في الدين إكراه لن نلزمكم على هذا الدين إن شئتم ءامنتم وإن شئتم لم تؤمنوا {أنُلْزِمُكُمُوهَا وَأنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }لازال يعاندون لا زال يُصرون قالوا يا نوح ماذا تريد ... أتريد مالا ؟
نعطيك مالا قال {يا قومي لا أسألكم عليه مالا إن أجريا إلا على الله }ورأيتم هؤلاء الضعفاء المساكين الفقراء {وَمَا أنَا بِطَارِدٍ الذِينَ ءَامَنُوا إنَّهُمْ مُّلاَقُوا رَبِِّهِمْ وَلَكِنِّي أرَاكُمْ قوْماً تَجْهَلُونَ} أنتم في جهل أنتم لا تفهمون هؤلاء الضعفاء المساكين الذين حولي هؤلاء الذين يُصلون ويسجدون لله ولا يُؤمنون بتماثيلكم ولا أصنامكم ولا معبوداتكم أرأيتم هؤلاء المساكين لو طردتهم فإن الله عز وجل سيعاقبني وَيَا قوْمِي مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إنْ تَرَكْتُهُم أفلاَ تذكَّرُونَ }تذكروا إفهموا إعقلوا أن هؤلاء الضعفاء لو طردتهم فإن الله عز وجل سيعاقبني من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون ثم قال لهم بأنني لست ملكا ولا أعلم الغيب وما عندي خزائن السموات والارض أنا بشر مثلي مثلكم لكني أول رسول بعثني الله عز وجل إليكم لِتعبدوا الله وحده لأني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم لَبِث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما تسع مائة وخمسون عاما يدعوا إلى الله جل وعلا يأمرهم بعبادة الله عز وجل وحده ويَنهَاهُم عن عبادة الاصنام هل كان يدعوا في الاسبوع مرة هل كان يدعوا في اليوم ساعة أبدا تسع ماَئة وخمسون عاما كان يدعوهم إلى الله عز وجل صباحا ومساء {قالَ رَبِّي إنِّي دَعَوْةُ قوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً }مَعَ هَذا كله {فلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إلاَّ فِرَاراً }كلما دعوتهم فروا مني بل كلما دعوتهم إلى الله عز وجل جعلوا أصابعهم في أذانهم تخيل إنسان تأتيه لتدعوه إلى الله جل وعلا فيغلق أذنيه بأصعبيه بل أكثر من هذا كان يضعون الثياب على الوجوه حتى لا يروا نوحا عليه السلام
{وَإنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُواْ أصَابِعَهُمْ فِي أذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَواْ ثِياَبَهُمْ وَأقرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ إسْتِكْبَاراً}كل أسلوب إتخذه نوح عليه السلام يدعوهم إلى الله جل وعلا ماترك أسلوبا وإنما كلما دعوتهم لتغفر لهم الاصابيع في الاذان الثياب على الوجوه الفرار والاستكبار والعناد{ ثُمَّ إنِّي دَعَوتُهُمْ جِهَاراً ثُمَّ إنِّي أعْلَنْتُ لَهُمْ وَأصْرَرْتُ لَهُمْ إصْراراً}أنظروا إلى أسلوب نوح عليه السلام في الدعوة قال إذا عبدتم الله واستغفرتم ربكم جل وعلا يُعطيكم خير الدنيا والاخرة فقلت {إسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلُ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلُ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلُ لَكُمْ أنْهَاراً }إذا أردتم خير الدنيا والاخرة {مَا لَكُم لا تَرْجُوونَ للهِ وَقاراً }لِما لا تعظمون ربكم الذي خلقكم مع هذا كله كان عندهم ملك وهذا الملك كان ينهى الناس عن الاستماع إلى نوح عليه السلام بل كان يأمرهم بعبادة الاصنام قال{ رَبِّي إنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُمْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ }كان هذا الملك عنده أموال عظيمة وعنده أولاد كُثُرْ وَكَانَ يأمرهم لعبادة غير الله عز وجل {واتَبَعُواْ مَنْ لَّمْ يَزِدْهُمْ مَالُهُ وَوَلدُهُ إلاَّ خَسَارَةَ وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً}حرضوا الناس على عبادة الاصنام "وِدْ"وسواع"ويغوث"ويعوق"ونسرا"{وَقالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سَوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً وَقَدْ أضَلُّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إلاَّ ضَلاَلاً}نوح عليه السلام إستمر في عبادتهم واستمر في دعوتهم إلى الله جل وعلا وهم في عنادهم وإصرارهم وإستكبارهم بل جاؤا لنوح عليه السلام بعد إلف سنة إلا خمسين عاما أنظروا للوقاحة {قالُواْ يَا نُوحْ قدْ جادَلْتَنَا فَأكْثَرْتَ جِدَالَنَا فأتِينَا بِمَا تَعِدُنَا }وأين العذاب الذي تزعمه مائة سنة مائتين سنة هددتنا بعذاب ومر علينا الان ما يُقارب ألف سنة ما شفنا شيء ما رأينا شيء أين العذاب الله الذي تزعمه يانوح قالوا {يَانُوحُ قدْ جاَدَلْتَنَا فَأكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأتِينَا بِمَا تَعِدُنَا إنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}إن كنت صادقا نريد أن نرى هذا العذاب ما يئس نوح عليه السلام بمائة سنة بمائتي سنة ألف سنة إلا خمسين عاما وهو لم ييأس من قومه بل كانوا يستهزؤن به يقولون {فأَتِينَا بِمَا تَعِدُنَا إنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }رَدَّ عليهم نوح عليه السلام بكل ثقة بكل جرأت قال {إنَّمَا يَأتِيكمْ بِهِ اللهُ إنْ شَاءَ وَمَا أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ }لن تعجزوا الله عز وجل إن شاء الرب عز وجل أنزل عليكم عذابه يُصيبكم هذا العذاب لن تعجزوه ولن تقاوموا عذاب الله عز وجل إذا نزل ومع هذا زوجته أقرب الناس إليه لم تؤمن به إبنه فلدة كبده لم يؤمن به ما ءامن بنوح عليه السلام إلا قلة قليلة من قومه بعد ألف سنة إلا خمسين عاما ونوح عليه السلام يدعوا قومه إلى الله جل وعلا لم يؤمن به حتى أقرب الناس إليه حتى زوجته ما ءامنت به زوجة نوح أقرب الناس ما ءامنت به {وَضَربَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذينَ كَفَرُواْ إمْرَأةَ نُوحٍ} ضرب الله فيها المثل حتى زوجة نبي ما ءامنت به أحد أبنائه ما ءامن به بل ما ءامن به إلا القليلون أكثرهم ضعفاء ومساكين وأوحى الله عز وجل إلى نوح أن باب التوبة قد أقفل {وَأوحِيَ إلَى نُوحٍ أنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قوْمِكَ إلاَّ مَنْ قَدْ ءَامَنَ فلاَ تَبْتَإسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} باب التوبة أغلق لن يؤمن أحد بعد اليوم حتى زوجتك حتى ولدك حتى أقرب الناس لن يؤمن أحد في هذه اللحظة دعا نوح ربه قال {رَبِّي لاَ تَذَرْ عَلىَ الارْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّاراً }هذه رحمة بهم لأن الله عز وجل لو تركهم لا زدادوا إثما وكفرا وإزداد عذابهم وإذا ولدوا لم يلدوا إلى الفاجر الكافر {إنَّكَ إنْ تَذَرْهُمْ يَضِلُّ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إلاَّ فَاجِراً كَفّاراً }دعا نوح على قومه أن يهلكهم الله عز وجل فلما دعا عليهم أوحى الله إليه أن يا نوح إصنع السفينة إبدأ بصنع سفينة في صحراء سفينة في صحراء قاحلة واصنع الفلك هذا أمر جل وعلا سيبدأ العذاب لكن أولا إصنع هذه السفينة في صحراء ولِما السفينة أصلا ومن أين أصنع سفينة في صحراء من أين لي بالخشب صحراء حتى الاشجار لا توجد فيها لا أخشاب لا أشجار لا أمور أصنع بها هذه السفينة كيف أصنعها {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}هذا أمر الله سيعلمك الله عز وجل كيف تصنعها {وَاصْنَعِ الِفُلْكَ بِأعْيُنِناَ وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الذِينَ ظَلَمُوا إنَّهُمْ مُغْرَقُونَ }أمر الله عز وجل لك يا نوح أن تصنع هذه السفينة فابدأ بصناعتها وإن كانت في صحراء أمر الله سترى من الذي يحدث يا نوح هل سيصنع نوح سفينة في صحراء بل كيف سيصنعها أصلا ولا توجد فيها أشجار من سيعلمه صناعة هذه السفينة وماذا سيفعل إذا صنع هذه السفينة هل تتوقعون أن قومه سيتركونه يصنع هذه السفينة هل سيدعه الناس وهو يصنع سفينة في صحراء الامر غريب مستغرب على نبي من أنبياء الله بعد أن كان يدعوهم إلى الله ترك الدعوة لن يؤمن أحد وبدأ في صناعة السفينة ماذا سيقول قومه له وما موقف إبنه معه وماذا سيحصل لقوم نوح وكيف سينزل عليهم عذاب الله جل وعلا هذا كله سنعرفه بإذن الله عز وجل في الحلقة المقبلة
نعطيك مالا قال {يا قومي لا أسألكم عليه مالا إن أجريا إلا على الله }ورأيتم هؤلاء الضعفاء المساكين الفقراء {وَمَا أنَا بِطَارِدٍ الذِينَ ءَامَنُوا إنَّهُمْ مُّلاَقُوا رَبِِّهِمْ وَلَكِنِّي أرَاكُمْ قوْماً تَجْهَلُونَ} أنتم في جهل أنتم لا تفهمون هؤلاء الضعفاء المساكين الذين حولي هؤلاء الذين يُصلون ويسجدون لله ولا يُؤمنون بتماثيلكم ولا أصنامكم ولا معبوداتكم أرأيتم هؤلاء المساكين لو طردتهم فإن الله عز وجل سيعاقبني وَيَا قوْمِي مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إنْ تَرَكْتُهُم أفلاَ تذكَّرُونَ }تذكروا إفهموا إعقلوا أن هؤلاء الضعفاء لو طردتهم فإن الله عز وجل سيعاقبني من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون ثم قال لهم بأنني لست ملكا ولا أعلم الغيب وما عندي خزائن السموات والارض أنا بشر مثلي مثلكم لكني أول رسول بعثني الله عز وجل إليكم لِتعبدوا الله وحده لأني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم لَبِث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما تسع مائة وخمسون عاما يدعوا إلى الله جل وعلا يأمرهم بعبادة الله عز وجل وحده ويَنهَاهُم عن عبادة الاصنام هل كان يدعوا في الاسبوع مرة هل كان يدعوا في اليوم ساعة أبدا تسع ماَئة وخمسون عاما كان يدعوهم إلى الله عز وجل صباحا ومساء {قالَ رَبِّي إنِّي دَعَوْةُ قوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً }مَعَ هَذا كله {فلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إلاَّ فِرَاراً }كلما دعوتهم فروا مني بل كلما دعوتهم إلى الله عز وجل جعلوا أصابعهم في أذانهم تخيل إنسان تأتيه لتدعوه إلى الله جل وعلا فيغلق أذنيه بأصعبيه بل أكثر من هذا كان يضعون الثياب على الوجوه حتى لا يروا نوحا عليه السلام
{وَإنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُواْ أصَابِعَهُمْ فِي أذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَواْ ثِياَبَهُمْ وَأقرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ إسْتِكْبَاراً}كل أسلوب إتخذه نوح عليه السلام يدعوهم إلى الله جل وعلا ماترك أسلوبا وإنما كلما دعوتهم لتغفر لهم الاصابيع في الاذان الثياب على الوجوه الفرار والاستكبار والعناد{ ثُمَّ إنِّي دَعَوتُهُمْ جِهَاراً ثُمَّ إنِّي أعْلَنْتُ لَهُمْ وَأصْرَرْتُ لَهُمْ إصْراراً}أنظروا إلى أسلوب نوح عليه السلام في الدعوة قال إذا عبدتم الله واستغفرتم ربكم جل وعلا يُعطيكم خير الدنيا والاخرة فقلت {إسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلُ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلُ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلُ لَكُمْ أنْهَاراً }إذا أردتم خير الدنيا والاخرة {مَا لَكُم لا تَرْجُوونَ للهِ وَقاراً }لِما لا تعظمون ربكم الذي خلقكم مع هذا كله كان عندهم ملك وهذا الملك كان ينهى الناس عن الاستماع إلى نوح عليه السلام بل كان يأمرهم بعبادة الاصنام قال{ رَبِّي إنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُمْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ }كان هذا الملك عنده أموال عظيمة وعنده أولاد كُثُرْ وَكَانَ يأمرهم لعبادة غير الله عز وجل {واتَبَعُواْ مَنْ لَّمْ يَزِدْهُمْ مَالُهُ وَوَلدُهُ إلاَّ خَسَارَةَ وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً}حرضوا الناس على عبادة الاصنام "وِدْ"وسواع"ويغوث"ويعوق"ونسرا"{وَقالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سَوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً وَقَدْ أضَلُّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إلاَّ ضَلاَلاً}نوح عليه السلام إستمر في عبادتهم واستمر في دعوتهم إلى الله جل وعلا وهم في عنادهم وإصرارهم وإستكبارهم بل جاؤا لنوح عليه السلام بعد إلف سنة إلا خمسين عاما أنظروا للوقاحة {قالُواْ يَا نُوحْ قدْ جادَلْتَنَا فَأكْثَرْتَ جِدَالَنَا فأتِينَا بِمَا تَعِدُنَا }وأين العذاب الذي تزعمه مائة سنة مائتين سنة هددتنا بعذاب ومر علينا الان ما يُقارب ألف سنة ما شفنا شيء ما رأينا شيء أين العذاب الله الذي تزعمه يانوح قالوا {يَانُوحُ قدْ جاَدَلْتَنَا فَأكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأتِينَا بِمَا تَعِدُنَا إنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}إن كنت صادقا نريد أن نرى هذا العذاب ما يئس نوح عليه السلام بمائة سنة بمائتي سنة ألف سنة إلا خمسين عاما وهو لم ييأس من قومه بل كانوا يستهزؤن به يقولون {فأَتِينَا بِمَا تَعِدُنَا إنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }رَدَّ عليهم نوح عليه السلام بكل ثقة بكل جرأت قال {إنَّمَا يَأتِيكمْ بِهِ اللهُ إنْ شَاءَ وَمَا أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ }لن تعجزوا الله عز وجل إن شاء الرب عز وجل أنزل عليكم عذابه يُصيبكم هذا العذاب لن تعجزوه ولن تقاوموا عذاب الله عز وجل إذا نزل ومع هذا زوجته أقرب الناس إليه لم تؤمن به إبنه فلدة كبده لم يؤمن به ما ءامن بنوح عليه السلام إلا قلة قليلة من قومه بعد ألف سنة إلا خمسين عاما ونوح عليه السلام يدعوا قومه إلى الله جل وعلا لم يؤمن به حتى أقرب الناس إليه حتى زوجته ما ءامنت به زوجة نوح أقرب الناس ما ءامنت به {وَضَربَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذينَ كَفَرُواْ إمْرَأةَ نُوحٍ} ضرب الله فيها المثل حتى زوجة نبي ما ءامنت به أحد أبنائه ما ءامن به بل ما ءامن به إلا القليلون أكثرهم ضعفاء ومساكين وأوحى الله عز وجل إلى نوح أن باب التوبة قد أقفل {وَأوحِيَ إلَى نُوحٍ أنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قوْمِكَ إلاَّ مَنْ قَدْ ءَامَنَ فلاَ تَبْتَإسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} باب التوبة أغلق لن يؤمن أحد بعد اليوم حتى زوجتك حتى ولدك حتى أقرب الناس لن يؤمن أحد في هذه اللحظة دعا نوح ربه قال {رَبِّي لاَ تَذَرْ عَلىَ الارْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّاراً }هذه رحمة بهم لأن الله عز وجل لو تركهم لا زدادوا إثما وكفرا وإزداد عذابهم وإذا ولدوا لم يلدوا إلى الفاجر الكافر {إنَّكَ إنْ تَذَرْهُمْ يَضِلُّ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إلاَّ فَاجِراً كَفّاراً }دعا نوح على قومه أن يهلكهم الله عز وجل فلما دعا عليهم أوحى الله إليه أن يا نوح إصنع السفينة إبدأ بصنع سفينة في صحراء سفينة في صحراء قاحلة واصنع الفلك هذا أمر جل وعلا سيبدأ العذاب لكن أولا إصنع هذه السفينة في صحراء ولِما السفينة أصلا ومن أين أصنع سفينة في صحراء من أين لي بالخشب صحراء حتى الاشجار لا توجد فيها لا أخشاب لا أشجار لا أمور أصنع بها هذه السفينة كيف أصنعها {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}هذا أمر الله سيعلمك الله عز وجل كيف تصنعها {وَاصْنَعِ الِفُلْكَ بِأعْيُنِناَ وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الذِينَ ظَلَمُوا إنَّهُمْ مُغْرَقُونَ }أمر الله عز وجل لك يا نوح أن تصنع هذه السفينة فابدأ بصناعتها وإن كانت في صحراء أمر الله سترى من الذي يحدث يا نوح هل سيصنع نوح سفينة في صحراء بل كيف سيصنعها أصلا ولا توجد فيها أشجار من سيعلمه صناعة هذه السفينة وماذا سيفعل إذا صنع هذه السفينة هل تتوقعون أن قومه سيتركونه يصنع هذه السفينة هل سيدعه الناس وهو يصنع سفينة في صحراء الامر غريب مستغرب على نبي من أنبياء الله بعد أن كان يدعوهم إلى الله ترك الدعوة لن يؤمن أحد وبدأ في صناعة السفينة ماذا سيقول قومه له وما موقف إبنه معه وماذا سيحصل لقوم نوح وكيف سينزل عليهم عذاب الله جل وعلا هذا كله سنعرفه بإذن الله عز وجل في الحلقة المقبلة